سورة آل عمران - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} يعني بذلك أهل الكتاب أنهم بخلوا بالكتاب أن يبينوه للناس {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} ألم تسمع أنه قال: {يبخلون ويأمرون الناس بالبخل} [ النساء: 37] يعني أهل الكتاب يقول: يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} قال: هم يهود.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله} قال: بخلوا أن ينفقوها في سبيل الله ولم يُؤدوا زكاتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: هم كافر ومؤمن بخل أن ينفق في سبيل الله.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له شجاع أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة، فيأخذ بلهزمتيه- يعني شدقيه- فيقول: أنا مالك. أنا كنزك. ثم تلا هذه الآية {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله...} الآية».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة والنسائي وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع يفر منه وهو يتبعه فيقول: أنا كنزك حتى يطوّق في عنقه. ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله...} الآية».
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} قال: من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه الله يوم القيامة شجاعاً أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه. ولفظ الحاكم: ينهسه في قبره فيقول: ما لي ولك؟! فيقول: أنا مالك الذي بخلت بي.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: يكون المال على صاحبه يوم القيامة شجاعاً أقرع إذا لم يعط الله منه، فيتبعه وهو يلوذ منه.
وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وابن جرير عن حجر بن بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا خرج له يوم القيامة من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه. ثم قرأ {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله...} الآية».
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير والبيهقي في الشعب عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل مال عنده، فيمنعه إياه إلا دعى له يوم القيامة شجاع يتلمظ فضله الذي منع».
وأخرج الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلي قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلاً أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له حية من جهنم يقال لها شجاع يتلمظ فيطوّق به».
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله فيه وماله بين يديه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: أمض فقد أديت حق الله فيّ. ثم يُجاء بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: ويلك ألا أديت حق الله فيّ؟! فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور».
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق في الآية قال: هو الرجل يرزقه الله المال فيمنع قرابته الحق الذي جعله الله لهم في ماله، فيجعل حية فيطوقها فيقول للحية: مالي ولك؟! فتقول: أنا مالك.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} قال: طوقاً من نار.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {سيطوّقون ما بخلوا به} قال: سيكلفون أن يأتوا بمثل ما بخلوا به من أموالهم يوم القيامة.


{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص، وكان من علمائهم وأحبارهم فقال أبو بكر: ويلك يا فنحاص. ! اتق الله وأسلم، فوالله أنك لتعلم أن محمداً رسول الله تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة فقال فنحاص: والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان غنياً عنا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا، ولو كان غنياً عنا ما أعطانا الربا. فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدوّ الله. فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد انظر ما صنع صاحبك بي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر «ما حملك على ما صنعت؟» قال: يا رسول الله قال قولاً عظيماً: يزعم أن الله فقير وأنهم أغنياء. فلما قال ذلك غضبت لله مما قال فضربت وجهه. فجحد فنحاص فقال: ما قلت ذلك. فأنزل الله فيما قال فنحاص تصديقاً لأبي بكر {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير....} الآية ونزل في أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً....} [ آل عمران: 186].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده، وكتب إليه وقال لأبي بكر: لا تفتت عليّ بشيء حتى ترجع إليَّ. فلما قرأ فنحاص الكتاب قال: قد احتاج ربكم. قال أبو بكر، فهممت أن أمده بالسيف، ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفتت عليّ بشيء. فنزلت {لقد سمع الله قول الذين قالوا...} الآية. وقوله: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} [ آل عمران: 186] وما بين ذلك في يهود بني قينقاع.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير} قالها فنحاص اليهودي من نبي مرثد لقيه أبو بكر فكلمه فقال له: يا فنحاص اتق الله، وآمن وصدق، وأقرض الله قرضاً حسناً. فقال فنحاص: يا أبا بكر تزعم أن ربنا فقير وتستقرضنا أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني، إن كان ما تقول حقاً فإن الله إذن لفقير. فأنزل الله هذا فقال أبو بكر: فلولا هدنة كانت بين بني مرثد وبين النبي صلى الله عليه وسلم لقتلته.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: صك أبو بكر رجلاً منهم {الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} لم يستقرضنا وهو غني. وهم يهود.
وأخرج ابن جرير عن شبل في الآية قال: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال: {إن الله ثالث ثلاثة} [ المائدة: 73] و {يد الله مغلولة} [ المائدة: 64].
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت اليهود محمداً صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً} [ البقرة: 245] فقالوا: يا محمد أفقير ربنا يسأل عباده القرض؟ فأنزل الله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا...} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {لقد سمع الله....} الآية. قال: ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب لما نزلت {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} [ البقرة: 245] قال: يستقرضنا ربنا إنما يستقرض الفقير الغني.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر أنه سئل عن قوله: {وقتلهم الأنبياء بغير حق} وهم لم يدركوا ذلك قال: بموالاتهم من قتل أنبياء الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ونقول ذوقوا عذاب الحريق} قال: بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأن الله ليس بظلام للعبيد} قال: ما أنا بمعذب من لم يجترم.


{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {حتى يأتينا بقربان تأكله النار} قال: يتصدق الرجل منا فإذا تقبل منه أنزلت عليه نار من السماء فأكلته.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: كان من قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان، فتخرج الناس فينظرون أيتقبل منهم أم لا، فإن تقبل منهم جاءت نار بيضاء من السماء فأكلت ما قرب، وإن لم يتقبل لم تأت النار فعرف الناس أن لم يقبل منهم، فلما بعث الله محمداً سأله أهل الكتاب أن يأتيهم بقربان {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم} القربان {فلمَ قتلتموهم} يعيرهم بكفرهم قبل اليوم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {الذين قالوا إن الله عهد...} الآية. قال هم اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك وإلا فلست بنبي.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي قال: إن الرجل يشترك في دم الرجل، وقد قتل قبل أن يولد. ثم قرأ الشعبي {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم} فجعلهم هم الذين قتلوهم ولقد قتلوا قبل أن يولدوا بسبعمائة عام. ولكن قالوا قتلوا بحق وسنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا....} الآية. قال: كذبوا على الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر قال: كانت رسل تجيء بالبينات، ورسل علامة نبوتهم أن يضع أحدهم لحم البقر على يده فتجيء نار من السماء فتأكله. فأنزل الله: {قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فإن كذبوك} قال: اليهود.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فقد كذبت رسل من قبلك} قال: يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أصحابه في قوله: {بالبينات} قال: الحرام والحلال {والزبر} قال: كتب الأنبياء {والكتاب المنير} قال: هو القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والزبر والكتاب المنير} قال: يضاعف الشيء وهو واحد.
قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} الآية.
أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن علي بن أبي طالب قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية. جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل ما فات فبالله فثقوا، وإياه فأرجوا، فإن المصاب من حرم الثواب.
فقال علي: هذا الخضر.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن حبان وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، واقرأوا إن شئتم {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}».
وأخرج ابن مردويه عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها. ثم تلا هذه الآية {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}».
وأخرج عبد بن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا بما عليها، ولقاب قوس أحدهم في الجنة خير من الدنيا بما عليها».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال: إن آخر من يدخل الجنة يعطى من النور بقدر ما دام يحبو فهو في النور حتى تجاوز الصراط. فذلك قوله: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}.
وأخرج أحمد عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فقد فاز} قال سعد: ونجا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول عبد الله بن رواحة:
وعسى أن أفوز ثمت ألقى *** حجة اتقى بها الفتانا
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن سابط في قوله: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} قال: كزاد الراعي يزوده الكف من التمر، أو الشيء من الدقيق يشرب عليه اللبن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} قال: هي متاع متروك أوشكت والله أن تضمحل عن أهلها، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم. ولا قوَّة إلا بالله.

28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35